مقدمة:
كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة تم تأليفه من طرف الطبيب الأمريكي المتخصص في علم النفس جون غراي وقد تم إصداره أول مرة سنة 1992. ويتطرق الكتاب في جوهره إلى الإختلافات الفطرية بين الرجال والنساء وما يترتب على ذلك من صراعات ومشاكل تتخلل العلاقات العاطفية.
وقد لقي هذا الكتاب انتشاراً واسعاً وترجم لعدد كبير من اللغات، وتم بيع ملايين النسخ منه. ويضم الكتاب 13 فصلا تمت كتابتها بأسلوب جد سلس وبسيط يناسب كافة القراء، وقد قمنا بتلخيص هذه الفصول في الأسفل حتى نسهل عليك عزيزي القارئ عملية الإستيعاب لمضامين هذا المؤلف قبل شراءه والإنغماس في بحر معلوماته.
1 الرجال من المريخ، النساء من الزهرة:
من المهم أن نتذكر أن الرجال والنساء لديهم طبائع مختلفة عن بعضهم البعض. لذلك على الرجال والنساء يقدروا ويأخذوا هذه الإختلافات بعين الإعتبار, وتوقف عن مطالبة الطرف الآخر بالتصرف مثلهم واختبار نفس الأحاسيس.
2 السيد الخبير ولجنة تحسين البيت:
الرجال يحبون من يقدر مهاراتهم وقدراتهم ويبغضون من ينتقص منها ولا يبالي بتقديرها. في الجهة الأخرى النساء يحبون من يقدرون مشاعرهم ويهتم بها, ويكرهون من يهملها ولا يقدرها.
لا يعطي الرجال قيمة عالية للمشاعر لأنها بنظرهم تؤدي إلى سلوكيات شديدة الإنفعال وغير مستقرة. والنساء لا يعطين قيمة عالية للقدرات والمهرات لأنها بنظرهم تقود إلى سلوكيات يغلب عليها المنافسة العنيفة وبرودة في الأحاسيس.
يحب الرجال العمل بمفردهم ، وممارسة قدراتهم من خلال حل المشكلات بسرعة وبشكل فردي ؛ تحب النساء التعاون وممارسة مشاعرهن من خلال التواصل التفاعلي مع بعضهن البعض.
يقدر الرجال الحلول ، وينظرون إلى المساعدة غير المرغوب فيها على أنها تقوض جهودهم لحل المشكلات بمفردهم ؛ تقدر النساء المساعدة ، وترى أن تقديم الحلول غير المرغوبة تقوض جهودهن للمضي قدماً بشكل تفاعلي. يرغب الرجال في أن تحظى حلولهم بالتقدير ؛ المرأة ترغب في أن يكون تقديمها للمساعدة موضع تقدير.
3 يذهب الرجال إلى كهوفهم وتتحدث النساء.
عندما يواجه الرجال مشاكل صعبة ، يغرقون في الصمت ويتوقفون عن التواصل حتى يتمكنوا من تحديد أفضل السبل لمساعدة أنفسهم ، بينما تلجأ النساء إلى التواصل حتى يتمكن الآخرون من إيجاد أفضل السبل لمساعدتهن.
يحب الرجال إظهار قدراتهم من خلال السماح لهم بحل المشكلات دون تدخل أو تقديم مساعدة لهم؛ بينما تحب النساء إظهار مشاعرهن من خلال السماح لهن بخلق ترابطات لفهم المشكلات دون تدخل بتقديم الحلول لهن.
عندما يتواصل الرجال ، فإنهم يفضلون الوصول إلى صلب الموضوع بدون كثرة لف ودوران، ويريدون عمومًا الاستماع فقط إذا شعروا أن المحادثة يوجد داعٍ من وراءها؛ بينما تستمتع النساء بالحديث من أجل الحديث لذاته، ويسعدهن بالاسترسال في الإستماع دون قيود.
4 كيف تحفز الجنس الآخر؟
غريزة الرجل تدفعه للإعتناء بنفسه ، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بالآخرين؛ في حين أن غريزة المرأة تدفعها للرعاية بالآخرين ، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بنفسها.
في كل علاقة ، يجب على الرجل أن يتعلم كيف يعتني بشريكته بدلاً من التضحية باحتياجاتها لصالحه، وعلى المرأة أن تتعلم كيف تأخذ حقها من العناية من قبل شريكها بدلاً من التضحية باحتياجاتها لصالحه. ، بحيث يتم تلبية احتياجات كلا الطرفين في هذه العلاقة.
إذا فعلوا ذلك بنجاح ، فإن كلاهما يفوز ، على عكس سلوكياتهم الغريزية حيث يستفيد شريك على حساب الآخر. لذلك يجب العمل على ذلك ، لأنه إذا شعر أي من الشريكين أن جهودهم تجاه العلاقة لا تنجح في إرضاء الطرف الآخر ، فقد يشعرون بالأذى ويقررون العودة إلى سلوكياتهم الغريزية.
في العلاقة ، يحتاج الرجل إلى الشعور بأن اهتمامه مطلوب ، والمرأة بحاجة إلى الشعور بأن احتياجاتها تحظى بالاهتمام. ولتحقيق ذلك ، يتعين على الرجل التعبير عن رغبته في تلبية احتياجاتها ، وعلى المرأة أن تعبر عن رغبتها في الحصول على رعايته. يجب أن يتذكر كلاهما تقدير الآخر وقبوله كما هو الصفح عنه وتجنب لومه عندما يفشل.
5 التحدث بلغات مختلفة.
يتحدث الرجال بمصطلحات حرفية للغاية بغرض نقل المعلومات ؛ في حين تستخدم النساء مفردات مثيرة للتعبير والإفصاح عن مشاعرهن.
يحب الرجال أن ينظموا أفكارهم قبل التواصل معهن ، ويميلون إلى أن يصبحوا منعزلين عن الآخرين وغير متواصلين عندما يكونون غارقين في هموهم.
في هذا الوقت ، تحتاج المرأة إلى طمأنة من حبيبها بأنه ما زال يعتبرها شخص يستحق العناية به. تحب النساء أن يحلوا اشكالاتهم عبر عملية التواصل ، ويميلون إلى تفريغ أحزانهن ومشاعرهن السلبية من خلال الفضفضة.
في هذا الوقت أيضاً ، يحتاج الرجل إلى طمأنة من حبيبته بأنها ما زالت تعتبره شخص يعول عليه في حل المشكلات. يجب أن يحاول كلاهما تجنب الشعور بالتقصير عندما يحاول الشريك اللآخر إيجاد مخرج لهمومه بطريقته الخاصة.
عندما يكون الرجل متأزماً، فهو لا يريد أن يعرب شريكه عن قلقه بشأنه ، لكنه يحب أن يتم إخباره بأن لديه القدرة الكافية لحل هذه المشكلة بسهولة وأنها واثقة في قدراته.
عندما تكون المرأة متأزمة، فهي عكس الرجل تحب أن يعرب شريكها عن قلقه عليها ، لكنها في نفس الوقت لا تريده أن يخبرها أن حل المشكلة بسيط جداً لأنها ستعتبره استسهالاً منه لمشاكلها.
لا يجب تقديم الحلول للمشكلة التي تواجهها إلا عندما تكون قد عبرت بما يكفي وفرغت شحنة المشاعر المرافقة لمشكلتها. تقديم الحلول لها في بداية الكلام هو تعبير عن قدراتك كرجل في ايجاد الحلول ولكنه يعتبر تنقيصاً من أهمية مشاكلها.
لاستيعاب استجابات شركائهم ، يجب على كل من الطرفين إجراء تغييرات بسيطة على سلوكياتهم والتواصل مع الآخر ، ولكن دون المساس بطبيعتهم الحقيقية.
6 الرجال مثل الأحزمة المطاطية.
عندما يحس الرجال بأن خزانهم من الإكتفاء الذاتي أصبح مهدداً, فإنهم يهرهون فجأةً إلى الإنعزال والبحث عن ملجأ آمن.
في هذه الأوقات يصبح الإقتراب منهم صعباً فهم يبحثون عن العزلة بالذات ولا يحبون الجلوس أمام النساء لفضح مشاعرهم. لكن إذا تركت لهم مساح من الفراغ لوقت قصير فإنهم سرعان ما يسترجعون قوتهم ليعودوا لحالتهم الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن.
قد يبدو صعباً على المرأة تفهم كيف يتحول الرجال فجأةً إلى انعزاليين ثم يعودون وكأن شيئاً لم يقع.
لتجنب المشاكل التي من الممكن أن تنتج عن هذه الطبيعة الرجالية, يمكنهم مثلاً طمأنة شريكهم بأن لا يقلق عليهم وأن المسألة لا تتعلق بهم. ومن جانبهم فعلى النساء أن يتقبلن هذه الطبيعة الرجالية ولا يكثرن من القلق والتأويلات ويحاولن لوم الرجال على هذا السلوك الطبيعي.
7 النساء مثل الأمواج.
تغرق النساء دوريا في الإكتئاب عندما يشعرن أن الوقت قد حان لنوعٍ من التطهير العاطفي بعد مدة زمنية من تراكم الأزمات النفسية. في هذه الأوقات ، قد يصبحن سلبيات تمامًا في نظرتهم ، مع التركيز على كل مشكلة تثير لهم القلق، بما في ذلك المشاكل الطويلة الأمد التي من المفروض أن تعالج فقط عندما يحين وقتها المستقبلي ، وإذا لم يتمكنوا من العثور على أي مشكلات حقيقية للتركيز عليها ، فسوف يقمن بالعثور على بعض الأشياء الأخرى ليقلقوا بشأنها.
يوقفون طبيعتهن وتصرفاتهن المعتادة ، ويطالبون بالحق في التعبير عن مشاعرهن وعدم تركهن بمفردهن ، وإذا دُعِّموا وسمح لهن بما يكفي من الوقت للتعبير عن مشاعرهم السلبية والإفراج عنها ، فسوف يبدأون في الشعور بالسعادة مرة أخرى والعودة إلى حياتهم المعتادة وتقبل وحب الذات. قد يكون من الصعب على الرجال تحمل البطء الذي يأخذه النساء أثناء غرقهم في مرحلة الاكتئاب والتعافي منها.
خلال هذه المرحلة على النساء أيضاً أن يساعدن شركاءهم على عدم القلق الزائد وأن لا يأخذوا ما يجري على أنه رسالة موجهة إليهم. على الرجال في نفس الوقت أن يكفوا على محاولة نهي شركائهم على الانغماس في هذا الإكتئاب أو لومهم بل يجب أن يمنحوهم الوقت الكافي ليقوموا بعملية التفريغ المشاعري.
الرجال يطالبون بالحق في نوعٍ من الحرية من وقت لآخر ؛ بينما تطالب النساء بالحق في أن يُسمع صوتهن من وقت لآخر. عندما يشعر الرجل بالحرية ، يجد أنه من الأسهل دعم حاجة المرأة للاستماع إليها ؛ عندما تشعر المرأة بأن هناك من ينصت لها، تجد أنه من الأسهل دعم حاجة الرجل إلى الحرية.
إذا كانت حاجة الرجل الدورية إلى أن يكون حراً تتزامن مع حاجة المرأة الدورية إلى أن تُسمع ، فإن أفضل حل هو أن تقوم المرأة بالاستعانة بأصدقاءها لتشبع هذه الرغبة فأن تجد من يستمع إليها.
8 استكشاف حاجاتنا العاطفية المختلفة.
يجب على الرجال والنساء أن يتذكروا أن الاحتياجات العاطفية للجنس الآخر ليست هي نفسها. إن تزويد شركائنا بالنوع الخاطئ من الاحتياجات العاطفية لن يكون موضع تقدير كبير.
في أعماق كل رجل ، هناك فارس في درع لامع يبحث عن فتاة في محنة ستحبه وتغمره بثقة وقبول وتقدير وإعجاب وموافقة وتشجيع. في أعماق كل امرأة هناك فتاة في محنة تسعى لفارس في درع لامع الذي سوف يحبها ، ويمطرها بوابلٍ من الرعاية والتّفهم والاحترام والتفاني ، وموافقة آراءها ، وزرع الطمأنينة في قلبها.
يجب على الرجال الاستماع بانتباه إلى النساء لفهم احتياجاتهن ، وتجنب الغضب أو الاندفاع ؛ و يجب أن تثق النساء بقدرات الرجال وبذل أقصى الجهود للوفاء باحتياجاتهم ، وتجنب محاولة تغييرها أو السيطرة عليها.
9 كيف تتفادى الجدال العقيم؟
يجب أن يكون التواصل بين الشركاء في كل علاقة زوجية أو مجرد علاقة عاطفية يسوده الود والإحترام ؛أما التهجمات اللفظية على النقيض من ذلك مدمرة للغاية. في كثير من الأحيان ، ليس ما يقال هو الذي يسبب الضرر ، ولكن لهجة الصوت ولغة الجسد التي تصاحب ذلك.
الجدل العقيم يجد تربةً خصبة ليزدهر عندما لا يلقي الرجال بالاً لمشاعر المرأة ولا ينصتون بما يكفي لها. ويزدهر الجدل كذلك عندما يسود النقد والإعتراض العقيم على الرجل.
أحياناً قد يتسبب الطرفين لبعضهم البعض في الدخول في هذا الجدل. فقد يؤدي انشغال الرجل وعدم انصاته إلى غضب المرأة وبالتالي اظهارها لعدم الرضى والقبول لما يفعله الرجل أو العكس قد يؤدي عدم رضى المرأة وموافقته للرجل إلى سلوكه سلوكاً دفاعياً ويتوقف عن الإنصات لها.
عندما يرتكب الرجال أخطاء يصبحون محبطين وغاضبين ، ومن الأفضل تركهم وحدهم إلى أن يهدأوا. الرجال يعتبرون الاعتذار بمثابة اعتراف بالذنب. في حين ترى النساء الإعتذار كتعبير عن الرحمة والقدرة على الإحساس بالآخر. هذا الاختلاف في الإدراك هو السبب في أن الرجال عمومًا أقل استعدادًا للاعتذار من النساء.
عند الانخراط في الجدال، يستخدم الرجال كلمات قوية وعدوانية لضمان فوزهم في هذه المعركة، وكثيراً ما يتم إجبار النساء على التراجع في مواجهة خصم حازم ولا يطاق.
يشعر الرجال بعد ذلك أنهم فازوا في الحجاج، لكنه انتصار أجوف لأن شركائهم لم يغيروا وجهات نظرهم ، لكنهم دفنوها فقط لتجنب أي صراع مستمر.
في بعض الأحيان يفضل الناس التهرب من الجدال بدلاً من الانخراط فيها. يميل الرجال إلى القيام بذلك عن طريق الانسحاب داخل أنفسهم ورفض التحدث ؛ بينما النساء في كثير من الأحيان يتظاهرن بأن الخلاف قد نسي. وهذا ما ينتج نوعاً من السلام البارد ، لأن القضايا موضع النقاش بقيت مدفونة دون حل.
لإيقاف تدهور التواصل وانقلابه إلى جدال عقيم ، يجب على الرجال السعي للإنصات دون تحيزات ، ويجب على النساء محاولة التعبير عن مشاعرهن دون انتقاد شركائهن.
10 إحراز النقاط مع الجنس الآخر.
يشعر الرجال بالحب إذا كانت جهودهم في العطاء موضع تقدير ؛ تشعر النساء بأنهن محبوبات وفقًا لما يتلقينه. بالنسبة إلى النساء ، فإن حب شخص ما يعني معرفة احتياجاته وإحضارها دون انتظار أن يُطلب منا ذلك ، وبالتالي لا ينبغي على الشخص المحبوب أبدًا أن يطلب أي شيء لأن احتياجاته يجب أن يتم توقعها مسبقًا.
لذلك ، تبدل النساء العطاء دون شروط ، وبشكل استباقي ، وتسعى بطرق مختلفة لمساعدة الآخرين ، بينما يقدم الرجال المساعدة فقط عندما يشعرون بأن جهودهم سيتم تقديرها ومكافأتها إلى حدٍ ما ، وغالبًا لن يعرفوا كيف أو ماذا يعطون دون أن تحدد لهم المعطيات بشكل دقيق.
غالبًا ما يعلق الرجال العطاء بسرعة عندما يشعرون بالسعادة حيال فعل شيء ما. في حين يعلق النساء العطاء عندما يشعرن بالاستياء من شركائهن بسبب عدم المساهمة بأي شيء.
يعطي الرجال قيمة للنتائج. أما بالنسبة للمرأة فإن الفكر هو المهم. وبالتالي ، يقدّر الرجال الأشياء الكبيرة أكثر من النساء, اللواتي يشعرن بتقدير أكبر من خلال تلقي الكثير من الهدايا الصغيرة بدلاً من ذلك. كمثال: قد تعتبر المرأة حفنة من الزهور دليلاً جيدًا على الحب مساوياً لقيمة بدله شهر كامل من العمل الشاق من أجل دفع الفواتير.
إذا لم يأخذ الرجال والنساء هذه الإختلافات بعين الاعتبار ، فقد يفشلون في إعطاء شركائهم ما يريدون بالفعل. عندما يحدث هذا ، فإن الرجل سوف يوقف العطاء بشكل متكرر لأنه يشعر أنه لا يتلقى مكافأته من التقدير الكافي جراء ما أنجزه ، بينما ستواصل المرأة بدلها للعطاء دون قيد أو شرط على الرغم من أنها تشعر أنها تقدم أكثر وبدأت تشعر بعدم الارتياح وعدم التقدير والاستياء.
يجب على الرجال محاولة تحديد طرق صغيرة مختلفة لبدل العطاء لشركائهم دون انتظار أن يطلبوا أولاً ، ويجب أن يتجنبوا خطأ افتراض أن شركاءهم سعداء لأنهم فقط لأنهم مستمرون في العطاء السعيد ولا يطلبون شيئاً في المقابل.
يجب أن تحرص النساء على عدم إعطاء انطباع خاطئ لشركائهن بأنهن سعيدات حينما لا يكونون كذلك ، وإذا بدأوا يشعرون بالاستياء ، فيجب عليهم تقليل العطاء بلطف ، وتعلم كيفية تشجيع الطرف الآخر على العطاء أيضاً ، مع مراعاة التعبير عن الكثير من التقدير لجهود شركائهم لتشجيعهم على تقديم المزيد.
يجب أن يحاول الرجال الاستماع بمحبة واحترام إلى مشاعر المرأة ، ويجب على النساء محاولة التعبير عن مشاعرهن بطريقة محبة ومحترمة. لأنه إذا بدل الرجل العطاء ، وعبرت المرأة عن تقديرها لجهوده ، فسيسعد كلا الطرفين.
11 كيف تنقل للآخرين مشاعر سيئة؟
يمكن أن تجعلنا المشاعر السلبية التي لم يتم حلها نتصرف بطرق لا نريدها حقًا أو قد تتمظهر هذه المشاعر على شكل سلوكيات قهرية إدمانية.
تجنب مشاعرنا السلبية لا يجعلها تختفي ، لكن احتضانها بحنان وتقبل وجودها يمكن أن يشفينا منها ويمكّننا من أن نحب مرة أخرى. من خلال العمل كآباء محبين لطفلنا الداخلي (مشاعرنا السلبية) ، فإننا نسمح لكل هذه المشاعر المكبوتة بداخلنا للخروج والتحرر.
للتخفيف من الألم وكسب الحب ، يسعى الرجال في كثير من الأحيان إلى هوس النجاح، وتسعى النساء بقلق شديد إلى البحث عن الكمال. قد يستخدم الرجال الغضب أو محاولة التناسي (مثل دفن أنفسهم في عملهم) لتجنب مشاعر الإحساس بالضعف، الألم أو الخوف؛ أما النساء فيستسلمن للاكتئاب لتجنب أحاسيس الغضب العنيفة.
التواصل البناء هو مهارة يمكن تعلمها، ويجب على الكثير منا أولاً أن يتخلصوا من نموذج التواصل السلبي وقمع المشاعر التي مررنا بها في مرحلة الطفولة. يعمل التواصل بشكل أفضل إذا كان يقدم الصورة الكاملة ، بحيث يتم الكشف عن جذر المشكلة بدلاً من الأعراض فقط.
إن التعبير بالكتابة يعتبر ممتازاً للتعبير عن مشاعرنا السلبية (الغضب والألم والخوف والندم) بطريقة مسيطر عليها ، بدلاً من تركها تنفجر في وجه شركائنا.
بعد القيام بذلك ، يمكننا أن نتواصل مع مشاعر الحب بداخلنا، ومن ثم نكون في حالة أفضل بكثير لنشرح لشركائنا ما نشعر به ، وما يمكنهم القيام به لمساعدتنا على الشعور بتحسن.
من المهم توصيل هذه المشاعر في جو من المحبة لأننا قد نحتاج إلى الشعور بالأمان أثناء التعبير عن هذه المشاعر الحميمة والكشف عنها ، وقد يحتاج شركاؤنا إلى نفس الشيء إذا كانت بعض هذه المشاعر مؤلمة لسماعها ، أو قد تؤخذ على أنها استهداف شخصي . لذلك في بعض الأحيان ، يجدر مناقشتها مع الأصدقاء أو المستشارين أولاً.
12 كيف تطلب الدعم وتحصل عليه؟
الرجال يحبون أن يفعلوا الأشياء التي هي موضع تقدير، ويكرهون فعل الأشياء التي تطلب منهم. لذلك فإنتقاده أو الإفراط في إعطاءه التعليمات سيجعله يشعر وكأنه عبد أكثر منه شريك محبوب وموثوق به.
يحب الرجال أن يثبتوا قيمتهم من خلال الأشياء التي يقومون بها ، لكنهم عادةً ما ينتظرون أن يطلبوا ذلك منهم ، ويستغرقون وقتًا طويلاً لتعلم تقديم خدماتهم بشكل عفوي دون طلبٍ من أحد.
لذلك ينبغي على النساءأن يخفضن من سقف توقعاتهن بشأن قدرة الرجال على توقع احتياجاتهن، وأن يبادروا بطلب المساعدة منهم دون أن يبدو الأمر وكأنه أمر لأن الرجال يشعرون بالاستياء من الأشياء المفروضة عليهم.
يجب على النساء تجنب طلب المساعدة من رجل بطريقة لا تبدو مثل طلب واضح ، أو تحمل انتقادات ضمنية بأنه كان ينبغي عليه فعل ذلك بالفعل.
غالبًا ما يتم تفسير الأسئلة التي تبدأ بعبارة “هل يمكن أن تفعل” أو “هل يمكنك” من قبل الرجال على أنها تساءل قدراتهم ،وبالتالي قد لا يستجيبون للطلب وإن استجابوا يكون لديهم أحساس غير سلبي نحو الطلب. في حين أنهم يستجيبون بشكل أكثر إيجابية لنفس الأسئلة إذا كانت تبدأ ب “هل تريد” أو “هل سوف”.
من الأفضل دائماً أن يترك للرجل حرية القيام بالأشياء بالطريقة التي يحب وفي الوقت المناسب له. إذا كان الرجل منشغلاً في القيام بشيء وتحتاج المرأة إلى مساعدته في شيء آخر، فيمكنها طلب المساعدة منه ، لكن فلتكن مستعدة لإحتمال أن يؤجل طلبها أو يرفض.
إذا كانت الطلبات تستلزم رداً بالإيجاب دائمًا، فهي على الأغلب أقرب إلى أوامر منها إلى مجرد طلبات، وسيشعر الرجال بالفرق. إذا كان الرجل يبدو عليه التذمر عندما تطلبين منه شيء ما، فهو يفكر في الأمر ملياً، لذلك يفضل انتظاره للتوصل إلى قرار بنفسه وعن رضى خاطر دون أن تلحي عليه.
13 الإبقاء على سحر الحب حيا.
في العلاقات ، يمكن للمشاعر السلبية التي لم يتم حلها قبلاً أن تظهر من دون سابق إنذار ، ونصبح فجأة منزعجين أو حساسين أو متباعدين. عندما يحدث هذا لشركائنا ، يجب أن نشجعهم إلى أن يتم تجاوز هذه المرحلة ، وقبول أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت وأنهم قد يحتاجون إلى دعم من الخارج وكذلك من أنفسنا ، ونبذل قصارى جهدنا للسيطرة على أي نفاد صبر أو استياء قد نشعر به اتجاههم خلال هذه الأوقات.
يتغير الحب لا محالة مع مرور الوقت: الأحاسيس الرقراقة التي نشعر بها عندما نقع في الحب لأول مرة لا تدوم إلى الأبد ، ومع مرور الوقت تطفو إلى السطح كل عيوبنا الشخصية و حمولاتنا السلبية. ولكن إذا صمدنا أمام مطبات الحياة وتمسكنا ببعضنا البعض ، فإن النعيم الأول يتحول تدريجياً إلى شكل ناضج من الحب يمكن أن يصبح أقوى وأكثر اكتمالًا مع كل عام يمر.
